مقابلة مع رئيس إيران السابق أبو الحسن بني صدر
“لو كشف موسوي أسرار النظام…”
بقلم أوميد ميموريان/وكالة انتر بريس سيرفس
رئيس إيران السابق أبو الحسن بني صدر
Credit:Courtesy of Enghelabe Eslami
كاليفورنيا، الولايات المتحدة, سبتمبر (آي بي إس) – كرر زعيم المعارضة الإيراني مير حسن موسوي في الأشهر الأخيرة أنه سيكشف عن “أسرار” إطلع عليها أثناء توليه رئاسة الحكومة الإيرانية (1981-1989). فأكد أبو الحسن بني صدر، أول رئيس لإيران بعد الثورة الإسلامية، أنه لو كشف موسوي فعلا عن هذه الأسرار لجازف النظام الإيراني بفقدان شرعيته.
وأعرب بني صدر في مقابلة حصرية مع وكالة انتر بريس سيرفس عن إعتقاده بأن موسوي معرض للخطر “فقد تم إغتيال العديد من الناس الذين إطلعوا علي أسرار النظام أو حالوا الكشف عنها”.
وكان بني صدر قد نشر في يوليو الأخير ما أكد أنه رسالة الإستقالة التي قدمها موسوي في عام 1988، علي موقعه على الانترنت Enghelab-e Eslami. وكانت الرسالة موجهة إلى سيد علي خامنئي، الرئيس الإيراني آنذاك والمرشد الأعلي وقائد الثورة الإسلامية حاليا.
ومن الجدير بالذكر أن موسوي وسلطات الحكومة الإيرانية بل ومكتب المرشد الأعلي، لم يصدروا أية ردو فعل علي محتويات الرسالة. يتحدث موسوي صراحة في هذه الرسالة عن الأنشطة الإرهابية التي تمارس في الخارج والتي يقول أن حكومته لم تكن علي دراية بها. ويشرح موسوي في جزء من الرسالة السبب الذي حمله علي تقديم الإستقالة من منصبه لعدم قدرته على القيام بمسؤولياته.
فقال “تتم العمليات في الخارج… من دون علم مجلس الوزراء ولا بموجب أوامر منه. أنتم تعرفون أفضل (من) عن عواقبها الكارثية وغيرالمرغوبة علي هذا البلد (إيران)”.
وأضاف “لقد جري إبلاغنا بخطف طائرة، بعد خطفها. وتم إطلاعي بأن مدفع رشاش فتح النار في أحد شوارع لبنان ويمكن سماع صوته في كل مكان، ولكن بعد وقوع هذا الحادث. وأُبلغت عن العثور على متفجرات وسط الحجاج بعدما حدث ذلك. “للأسف وعلي ضوء الخسائر التي تكبدتها البلاد جراء هذه الأعمال، فيمكن أن تحدث في أي لحظة أو ساعة وبإسم مجلس الوزراء”.
هذا وقد طلب العديد من المثقفين والمفكرين والسياسيين الإيرانيين من موسوي التعبير عن رأيه حول عمليات الإعدام الجماعية للآلاف من السجناء السياسيين في عام 1988 وأن يشرح دوره فيها.
أما موسوي، فقد خاطب مؤخرا مجموعة من رؤساء تحرير الصحف والصحفيين وعائلات الصحافيين المعتقلين، بمناسبة يوم الصحفيين في إيران.
فقال “يجب علينا أن ننظر لأحداث عام 1988 عبر منظورها التاريخي ثم التساؤل عما إذا كان مجلس الوزراء لديه أي دراية بهذه الأحداث أم لا؟ وهل لعب دورا فيها؟ وهل كان من الممكن له أن يتدخل على الإطلاق؟ وهل هناك أي ذكر لمجلس الوزراء في الوثائق والقرارات؟” الخاصة بهذه الأحداث.
هذا ولقد هرب بني صدر، الذي أنتخب كأول رئيس لإيران في عام 1980، إلى باريس بعد أن عزله البرلمان الإيراني عن منصبه في عام 1981.
وتعرض في هذه المقابلة الحصرية مع وكالة انتر بريس سيرفس إلي مدي أصالة الرسالة والأخطار التي تحف بموسوي بعد أن هدد بكشف الأسرار، وأهمية كشف النقاب عن عمليات الإعدام السياسي الجماعية في عام 1988 في إيران.
وفيما يلي أبرز ما ورد في حديث بني صدر مع وكالة انتر بريس سيرفس (آي بي اس):
آي بي اس: كيف أطلعت علي رسالة موسوي المذكورة؟.
بني صدر: لقد نشرت هذه الرسالة في عام 1988. وطلبنا من أصدقائنا التحقق من هويتها. فقالوا لنا أنها حقيقية. كما لم يدحض موسوي في مصداقيتها خلال كل هذه السنوات.
آي بي اس: ما هو هدف أولئك الذين سربوا لك هذه الرسالة؟.
بني صدر: تكهنا في حينه بأن الرسالة كانت مسربة من مكتب السيد (روح الله) الخميني، زعيم الثورة عام 1979. بالطبع من الممكن أيضا أن يكون موسوي هو نفسه من سربها، أو أن تكون قد سربت عن طريق خلال السيد خامنئي بغية تشويه صورة موسوي بسبب إفشائه لأسرار النظام.
آي بي اس: ردد عدد من المسئولين الحكوميين، وسط الصراعات السياسية، أن هناك أسرارا لا يرغبون في الكشف عنها. إلي أي مدي تعتقد أن يؤثر الكشف عن هذه الأسرار علي السياسات الداخلية لإيران؟.
بني صدر: لقد تم إغتيال العديد من الأشخاص للحيلولة دون نشر أسرار معينة. وعلى سبيل المثال، تم قتل العديد من الأشخاص بشأن ” مفاجأة أكتوبر”، أو قصة التعاملات السرية التي دارت بشأن إطلاق سراح الرهائن الاميركيين.
وفي داخل إيران، تم إغتيال السيد مهدي هاشمي والسيد أوميد نجف آبادي وزملائهما بسبب المعلومات التي نشروها عن قضية “إيران غيت” (المعروفة أيضا بإسم “إيران كونترا”).
آي بي اس: لماذا تقلق السلطات الايرانية مما قد يقوله موسوي؟.
بني صدر: لأنه سيدمر شرعيتها على المستوى الوطني وكذلك على الصعيد الإقليمي بين الدول الاسلامية.
آي بي اس: هناك ضغوطا متعاظمة على موسوي جراء تحدثه عن عمليات الإعدام السياسية في عام1988. ما الذي يمكن أن يكلفه الكشف عن أسرار واحدة من أحلك الفترات الإيرانية؟.
بني صدر: إنه أمر خطير بالتأكيد. فأهمية السيد موسوي بالنسبة لهذا النظام لا تتجاوز أهمية احمد الخميني (نجل الراحل آية الله الخميني). فقد كان لدي أحمد الخميني الكثير من المعلومات، ووصفه إبنه بأنه صندوق كنز أسرار النظام.
وعندما بدأ يصدر بعض الضوضاء تم القضاء عليه. وأعتقد -تماما كما فعلت أنا نفسي- أنه بدلا عن التهديد بالقول أو الفعل، كان (موسوي) يجب أن “يبصق” ما لديه من معلومات وبصورة تلقائية. فهذا قد يضمن له حياته، لأنهم إذا أرادوا المساس به بعد ذلك، لقال شعب إيران والعالم أنه ُأخذ لأنه كشف عن الأسرار.
آي بي اس: لماذا لم تنفي السلطات الإيرانية أصالة رسالة موسوي؟.
بني صدر: لأنها حقيقية وأصلية. فإذا قالوا أنهم فعلوا هذا (أي الوقائع المعروضة)، فسيثبت ذلك أن العالم كان على حق في تسميتهم بالحكومة الإرهابية. وإذا أرادوا القول بأنهم لم يفعلوا ذلك فسيضحك العالم لأن هذه الأعمال قد أرتكبت فعلا.
الشيء الوحيد الذي قالوه في الماضي هو أن عملاء مرتدين إرتكبوا بعض التصرفات وأن النظام لم يكن علي دراية بها. والآن يقول شخص كان رئيسا للوزراء في ذلك الوقت أن النظام كان علي دراية وأن العملاء كانوا ينفذون أوامر.
آي بي اس: لماذا لم يحدث أي شيء بعد لموسوي على الرغم من مقتل إبن أخيه خلال فترة ما بعد الإنتخابات في العام الماضي؟
بني صدر: السبب الأهم هو أن السيد موسوي والسيد (مهدي) كروبي كانا مرشحان للرئاسة عندما وقعت عملية تزوير الانتخابات الضخمة وتشكلت حركة الإحتجاج للإعتراض على نتائج الانتخابات. هذه الحركة لم توجد في إيران فقط. فقد شارك فيها الرأي العام في العالم.
آي بي اس: لكن الكثير من الناس قتلوا، وقيل أنهم قتلوا علي أيدي تنظميات كمنظمة مجاهدي خلق أو مشاغبين.
بني صدر: لم يكن لهؤلاء الأشخاص نفس نفوذ هذين المرشحين الرئاسيين الذي إستمر حتى بعد الإنتخابات. الإعتقالات لا تجلب إنعدام صداقية، بل علي العكس، فيمكنها أن تأتي بمصداقية.
لقد نشر مؤخرا نصا نيابة عن السيد خامنئي، جاء فيه أنه يمكن القبض على هذين الإثنين في أي وقت يشاء، لكنه يتطلع للفرصة لإقناع الناس أنهما (موسوي وكروبي) ليسا كما يبدو.
آي بي اس: ماذا لو أمكن مناقشة مسألة كمسألة الإعدامات الجماعية في عام 1988 نقاشا شاملا في إيران؟ فنظرا لأن آية الله الخميني لم يعد الان على قيد الحياة…
بني صدر: سيكون له تأثيرا هاما. هناك نصوص مدونة بخط يد السيد الخميني سجل فيها كلمتي “نعم” و”كلا” علي السؤال الخاص بإعدام السجناء. ومن المعروف أنه تم تكليف ثلاثة أشخاص بأداء هذه المهمة.
وكان هناك أيضا من شجع السيد الخميني للإقدام علي ذلك على الرغم من أنه لم يكن في حاجة لتشجيع. من هم أولئك (الذين شجعوه)؟ كان السيد خامنئي الرئيس، والسيد هاشمي رفسنجاني رئيس الرلمان (المجلس).
لذا، فمن الواضح أن هذين الأخيرين لم يقدما أدنى إعتراض على تلك الجريمة. فها كانا ضمن أولئك الذين شجعوا علي ذلك وأقتنعوا السيد الخميني بإرتكاب مثل هذه الجريمة؟.
من الأهمية بمكان الكبري توضيح هذه المسألة. لماذا؟ لأن أحد أولئك هو الآن الزعيم والقائد والآخر هو رئيس مجلس الخبراء ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام. لقد كان السيد موسوي رئيس الوزراء. فهل كان علي علم ودراية أم لا؟ هل كان موافقا أم غير موافق؟.
بهذه التساؤلات، إختتم رئيس إيران السابق أبو الحسن بني صدر المقابلة الحصرية التي أجرتها معه وكالة انتر بريس سيرفس (آي بي اس) بشأن الوضه السياسي في إيران. (آي بي إس / 2010)
“لو كشف موسوي أسرار النظام…”
بقلم أوميد ميموريان/وكالة انتر بريس سيرفس
رئيس إيران السابق أبو الحسن بني صدر
Credit:Courtesy of Enghelabe Eslami
كاليفورنيا، الولايات المتحدة, سبتمبر (آي بي إس) – كرر زعيم المعارضة الإيراني مير حسن موسوي في الأشهر الأخيرة أنه سيكشف عن “أسرار” إطلع عليها أثناء توليه رئاسة الحكومة الإيرانية (1981-1989). فأكد أبو الحسن بني صدر، أول رئيس لإيران بعد الثورة الإسلامية، أنه لو كشف موسوي فعلا عن هذه الأسرار لجازف النظام الإيراني بفقدان شرعيته.
وأعرب بني صدر في مقابلة حصرية مع وكالة انتر بريس سيرفس عن إعتقاده بأن موسوي معرض للخطر “فقد تم إغتيال العديد من الناس الذين إطلعوا علي أسرار النظام أو حالوا الكشف عنها”.
وكان بني صدر قد نشر في يوليو الأخير ما أكد أنه رسالة الإستقالة التي قدمها موسوي في عام 1988، علي موقعه على الانترنت Enghelab-e Eslami. وكانت الرسالة موجهة إلى سيد علي خامنئي، الرئيس الإيراني آنذاك والمرشد الأعلي وقائد الثورة الإسلامية حاليا.
ومن الجدير بالذكر أن موسوي وسلطات الحكومة الإيرانية بل ومكتب المرشد الأعلي، لم يصدروا أية ردو فعل علي محتويات الرسالة. يتحدث موسوي صراحة في هذه الرسالة عن الأنشطة الإرهابية التي تمارس في الخارج والتي يقول أن حكومته لم تكن علي دراية بها. ويشرح موسوي في جزء من الرسالة السبب الذي حمله علي تقديم الإستقالة من منصبه لعدم قدرته على القيام بمسؤولياته.
فقال “تتم العمليات في الخارج… من دون علم مجلس الوزراء ولا بموجب أوامر منه. أنتم تعرفون أفضل (من) عن عواقبها الكارثية وغيرالمرغوبة علي هذا البلد (إيران)”.
وأضاف “لقد جري إبلاغنا بخطف طائرة، بعد خطفها. وتم إطلاعي بأن مدفع رشاش فتح النار في أحد شوارع لبنان ويمكن سماع صوته في كل مكان، ولكن بعد وقوع هذا الحادث. وأُبلغت عن العثور على متفجرات وسط الحجاج بعدما حدث ذلك. “للأسف وعلي ضوء الخسائر التي تكبدتها البلاد جراء هذه الأعمال، فيمكن أن تحدث في أي لحظة أو ساعة وبإسم مجلس الوزراء”.
هذا وقد طلب العديد من المثقفين والمفكرين والسياسيين الإيرانيين من موسوي التعبير عن رأيه حول عمليات الإعدام الجماعية للآلاف من السجناء السياسيين في عام 1988 وأن يشرح دوره فيها.
أما موسوي، فقد خاطب مؤخرا مجموعة من رؤساء تحرير الصحف والصحفيين وعائلات الصحافيين المعتقلين، بمناسبة يوم الصحفيين في إيران.
فقال “يجب علينا أن ننظر لأحداث عام 1988 عبر منظورها التاريخي ثم التساؤل عما إذا كان مجلس الوزراء لديه أي دراية بهذه الأحداث أم لا؟ وهل لعب دورا فيها؟ وهل كان من الممكن له أن يتدخل على الإطلاق؟ وهل هناك أي ذكر لمجلس الوزراء في الوثائق والقرارات؟” الخاصة بهذه الأحداث.
هذا ولقد هرب بني صدر، الذي أنتخب كأول رئيس لإيران في عام 1980، إلى باريس بعد أن عزله البرلمان الإيراني عن منصبه في عام 1981.
وتعرض في هذه المقابلة الحصرية مع وكالة انتر بريس سيرفس إلي مدي أصالة الرسالة والأخطار التي تحف بموسوي بعد أن هدد بكشف الأسرار، وأهمية كشف النقاب عن عمليات الإعدام السياسي الجماعية في عام 1988 في إيران.
وفيما يلي أبرز ما ورد في حديث بني صدر مع وكالة انتر بريس سيرفس (آي بي اس):
آي بي اس: كيف أطلعت علي رسالة موسوي المذكورة؟.
بني صدر: لقد نشرت هذه الرسالة في عام 1988. وطلبنا من أصدقائنا التحقق من هويتها. فقالوا لنا أنها حقيقية. كما لم يدحض موسوي في مصداقيتها خلال كل هذه السنوات.
آي بي اس: ما هو هدف أولئك الذين سربوا لك هذه الرسالة؟.
بني صدر: تكهنا في حينه بأن الرسالة كانت مسربة من مكتب السيد (روح الله) الخميني، زعيم الثورة عام 1979. بالطبع من الممكن أيضا أن يكون موسوي هو نفسه من سربها، أو أن تكون قد سربت عن طريق خلال السيد خامنئي بغية تشويه صورة موسوي بسبب إفشائه لأسرار النظام.
آي بي اس: ردد عدد من المسئولين الحكوميين، وسط الصراعات السياسية، أن هناك أسرارا لا يرغبون في الكشف عنها. إلي أي مدي تعتقد أن يؤثر الكشف عن هذه الأسرار علي السياسات الداخلية لإيران؟.
بني صدر: لقد تم إغتيال العديد من الأشخاص للحيلولة دون نشر أسرار معينة. وعلى سبيل المثال، تم قتل العديد من الأشخاص بشأن ” مفاجأة أكتوبر”، أو قصة التعاملات السرية التي دارت بشأن إطلاق سراح الرهائن الاميركيين.
وفي داخل إيران، تم إغتيال السيد مهدي هاشمي والسيد أوميد نجف آبادي وزملائهما بسبب المعلومات التي نشروها عن قضية “إيران غيت” (المعروفة أيضا بإسم “إيران كونترا”).
آي بي اس: لماذا تقلق السلطات الايرانية مما قد يقوله موسوي؟.
بني صدر: لأنه سيدمر شرعيتها على المستوى الوطني وكذلك على الصعيد الإقليمي بين الدول الاسلامية.
آي بي اس: هناك ضغوطا متعاظمة على موسوي جراء تحدثه عن عمليات الإعدام السياسية في عام1988. ما الذي يمكن أن يكلفه الكشف عن أسرار واحدة من أحلك الفترات الإيرانية؟.
بني صدر: إنه أمر خطير بالتأكيد. فأهمية السيد موسوي بالنسبة لهذا النظام لا تتجاوز أهمية احمد الخميني (نجل الراحل آية الله الخميني). فقد كان لدي أحمد الخميني الكثير من المعلومات، ووصفه إبنه بأنه صندوق كنز أسرار النظام.
وعندما بدأ يصدر بعض الضوضاء تم القضاء عليه. وأعتقد -تماما كما فعلت أنا نفسي- أنه بدلا عن التهديد بالقول أو الفعل، كان (موسوي) يجب أن “يبصق” ما لديه من معلومات وبصورة تلقائية. فهذا قد يضمن له حياته، لأنهم إذا أرادوا المساس به بعد ذلك، لقال شعب إيران والعالم أنه ُأخذ لأنه كشف عن الأسرار.
آي بي اس: لماذا لم تنفي السلطات الإيرانية أصالة رسالة موسوي؟.
بني صدر: لأنها حقيقية وأصلية. فإذا قالوا أنهم فعلوا هذا (أي الوقائع المعروضة)، فسيثبت ذلك أن العالم كان على حق في تسميتهم بالحكومة الإرهابية. وإذا أرادوا القول بأنهم لم يفعلوا ذلك فسيضحك العالم لأن هذه الأعمال قد أرتكبت فعلا.
الشيء الوحيد الذي قالوه في الماضي هو أن عملاء مرتدين إرتكبوا بعض التصرفات وأن النظام لم يكن علي دراية بها. والآن يقول شخص كان رئيسا للوزراء في ذلك الوقت أن النظام كان علي دراية وأن العملاء كانوا ينفذون أوامر.
آي بي اس: لماذا لم يحدث أي شيء بعد لموسوي على الرغم من مقتل إبن أخيه خلال فترة ما بعد الإنتخابات في العام الماضي؟
بني صدر: السبب الأهم هو أن السيد موسوي والسيد (مهدي) كروبي كانا مرشحان للرئاسة عندما وقعت عملية تزوير الانتخابات الضخمة وتشكلت حركة الإحتجاج للإعتراض على نتائج الانتخابات. هذه الحركة لم توجد في إيران فقط. فقد شارك فيها الرأي العام في العالم.
آي بي اس: لكن الكثير من الناس قتلوا، وقيل أنهم قتلوا علي أيدي تنظميات كمنظمة مجاهدي خلق أو مشاغبين.
بني صدر: لم يكن لهؤلاء الأشخاص نفس نفوذ هذين المرشحين الرئاسيين الذي إستمر حتى بعد الإنتخابات. الإعتقالات لا تجلب إنعدام صداقية، بل علي العكس، فيمكنها أن تأتي بمصداقية.
لقد نشر مؤخرا نصا نيابة عن السيد خامنئي، جاء فيه أنه يمكن القبض على هذين الإثنين في أي وقت يشاء، لكنه يتطلع للفرصة لإقناع الناس أنهما (موسوي وكروبي) ليسا كما يبدو.
آي بي اس: ماذا لو أمكن مناقشة مسألة كمسألة الإعدامات الجماعية في عام 1988 نقاشا شاملا في إيران؟ فنظرا لأن آية الله الخميني لم يعد الان على قيد الحياة…
بني صدر: سيكون له تأثيرا هاما. هناك نصوص مدونة بخط يد السيد الخميني سجل فيها كلمتي “نعم” و”كلا” علي السؤال الخاص بإعدام السجناء. ومن المعروف أنه تم تكليف ثلاثة أشخاص بأداء هذه المهمة.
وكان هناك أيضا من شجع السيد الخميني للإقدام علي ذلك على الرغم من أنه لم يكن في حاجة لتشجيع. من هم أولئك (الذين شجعوه)؟ كان السيد خامنئي الرئيس، والسيد هاشمي رفسنجاني رئيس الرلمان (المجلس).
لذا، فمن الواضح أن هذين الأخيرين لم يقدما أدنى إعتراض على تلك الجريمة. فها كانا ضمن أولئك الذين شجعوا علي ذلك وأقتنعوا السيد الخميني بإرتكاب مثل هذه الجريمة؟.
من الأهمية بمكان الكبري توضيح هذه المسألة. لماذا؟ لأن أحد أولئك هو الآن الزعيم والقائد والآخر هو رئيس مجلس الخبراء ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام. لقد كان السيد موسوي رئيس الوزراء. فهل كان علي علم ودراية أم لا؟ هل كان موافقا أم غير موافق؟.
بهذه التساؤلات، إختتم رئيس إيران السابق أبو الحسن بني صدر المقابلة الحصرية التي أجرتها معه وكالة انتر بريس سيرفس (آي بي اس) بشأن الوضه السياسي في إيران. (آي بي إس / 2010)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق