لايختلف من حيث الجوهر عن غيره من اتباع المذهب الذي ينسب نفسه الى التشيع،. لكنه من ناحية أخرى يختلف جوهريا عن المراجع (المعتمدة) في العراق الايراني الجديد..!
أهم نقطة اختلاف هي أن الصرخي على ما يبدو لنا هو مرجع عربي يفتخر بعروبته، لا يتسلم أوامره وتعليماته من ولاية الفقيه الفارسي، ويناصب إيران العداء (في 2005 هاجم أنصاره القنصلية الايرانية بالبصرة وأحرقوها).. لذلك فإيران غير راضية عنه على الاطلاق، ومن نتائج حالة عدم الرضا هذه أن بقية المراجع في العراق تعتبره (غير معتمد)، أي لاتعترف بمرجعيته، ليس لأنه لايمتلك العلم الشرعي الكافي أو لم يتجاوز كافة مستويات التقليد المطلوبة، ولكن لأنه لايخضع للاملاءات الفارسية المباشرة، على ما يبدو، لذلك يصفوه بوصف غريب وهو أنه (غير معروف)، رغم أن مؤلفاته الفقهية لاتقل عن مؤلفات غيره من المراجع...!
فمثلا عندما سئل الحائري مفتي التيار الصدري (المقيم في إيران طبعا) بشأن الحسني الصرخي، أفتى بما يلي: (لم يثبت اجتهاده ولاقيمة لدعواه، وطرق إثبات الأعلمية عندنا واضحة وليست مجرد ادعاء، وأمّا مجرّد تأليف الكتب وعدم الردّ عليها فلا يثبت شيئاً ما لم تقيّم من قِبل أهل الخبرة الحقيقيين.)..! يعني الأخ لأن ما دارس بايران الشر صار (مدعي)..؟! ومن نصّب الحائري وغيره وصيا على مراجع الشيعة ؟!
الاختلاف الثاني للصرخي عن غيره هو أنه يعتبر نفسه (المرجع الأصلح) للتقليد، وينتقد بشدة المراجع الأخرى الى درجة اتهامهم بالضلال والتضليل، ويعتبر أن الفرد الشيعي ملزم باتباعه، وهذا ما لاتتفوه به المرجعيات الأخرى وإن كانت تعمل بمقتضاه.. وهو يستشهد على موقفه بقول الصدر الثاني (إن شخص المرجع الشرعي والواقعي دائما هو نائب الامام [الغائب]، ونائب الامام هو المجتهد المطلق العادل الأعلم الخبير بمتطلبات النيابة).. والحسني الصرخي يرى في نفسه (الحسين) الذي يحفظ للأمة دينها وكرامتها وتأريخها..
والاختلاف الثالث للصرخي هو أنه ومنذ خروج قوات الاحتلال الأمريكي يصرح بأن خروجهم أكذوبة وأنهم موجودون في العراق سواء من خلال السفارة العملاقة أو الحراس الأمنيين أو التدخل المباشر بالشأن العراقي (وهو موقف مطابق لموقف هيئة علماء المسلمين)، لذلك فهم يطلقون كل جمعة اعتصاما للتنديد باستمرار الوجود الأمريكي في العراق، مخالفين بذلك كافة المرجعيات الأخرى التي وقفت مع حكومة المالكي وهنئته بخروج الاحتلال..!
إن الموقف الحازم والصريح للحسني الصرخي، وهيئته الشبابية، مكنته من استقطاب أعدادا كبيرة ومتنامية من الشباب الشيعي في العراق، والذي أصبح يرى بأم عينيه كيف تحولت المرجعيات الأخرى الى أدوات رخيصة بيد إيران الشر وبيد أحزاب الحكومة العراقية لتحقق من خلالهم مآربها. في الوقت الذي ابتعد فيه الصرخي (أو أبعد) عن استلام مناصب الدولة ومؤسساتها، لذلك يمكن إصدار حكم عام بنظافتهم ونزاهتهم حتى الآن من التورط في ملفات الفساد سواء المالي أو الأخلاقي.
إن الذين هاجموا مقرات الحسني الصرخي في عدد من أقضية الناصرية (قلعة سكر والرفاعي) وأحرقوها قبل ايام – وهم شيعة من مقلدي مرجعية السيستاني – قد فعلوا ذلك بدعوى اتهام الصرخي ومقلديه بأنهم (متعصبون ومتطرفون)..! ولكن لم يجرؤ أحد على اتهامهم بارتكاب أعمال عنف مخالفة للقانون، وإلا لرفعت بحقهم دعاوى قانونية، ويبدو أن تهمة التطرف الفكري كانت كافية لأن تغمض أجهزة الشرطة عينيها وتقف متفرجة وهي ترى متظاهرون من الشيعة يحرقون مكاتب مرجع شيعي لأن (متصرفلهم) مرجعيته..!
هذه المظاهرات لم تكن عفوية طبعا، والدليل أن أجهزة الحكومة العراقية قامت فور الأحداث بإغلاق مكاتب المرجع الصرخي في عدد من المحافظات، وبضمنها مكتب الصرخي في مدينة الثورة، واعتقال عدد كبير من أنصار الصرخي، هذا بدلا من حماية المقرات بوجه من يعتدون عليها فقط لأنهم يخالفون هذه المجموعة في المعتقد..!
ولكن الموضوع لم ينته الى هذه النهاية، فأتباع الحسني الصرخي لايؤمنون بمقولة (من ضربك على خدك الأيسر فأدر له خدك الأيمن)، إنما ردوا الصاع صاعين، وقاموا بمهاجمة وإحراق عدد من مكاتب السيستاني في الناصرية والبصرة وغيرها، وهم يرسلون بذلك رسالة واضحة أن زمن الخضوع للمرجعيات (المعتمدة) في العراق قد ولى، وأن هناك جيلا جديدا ومرجعية جديدة سوف لن تتبخر وتختفي وفق هوى السيستاني أو غيره. [هاجم أتباع الصرخي 6 منازل لوكلاء السيستاني في كل من الديوانية والناصرية بالقنابل اليدوية، وخرج آخرون في مظاهرات منددة لاستهداف مكاتبه..].
وعلى ما يبدو فإن هذا الصراع المحتدم قد دفع بمجموعة أخرى للظهور للعلن مؤخرا، ألا وهي مجموعة (اليماني) المحضورة والتي برزت خطورتها في 2007، حيث ادعى اليماني أنه أحد نواب المهدي المنتظر، وأنشأ تنظيما يدعى (جند السماء) ادعت الأجهزة الحكومية حينها أنه تمكن من اختراق الأجهزة الأمنية وقتل عدد من الضباط، مما حدى بالمالكي لارتكاب مجزرة (قرية الزركة) في حينها بحقهم والتي ذهب ضحيتها المئات من النساء والأطفال.. هذه الحركة عادت للظهور مرة أخرى الآن ويقال أنها بدأت بتوزيع نشرتها (الصراط المستقيم).
إن تشرذم وصراع أتباع المرجعيات الذي نشهده اليوم هو ظاهرة إيجابية تدل على (ديناميكية) الوضع الشيعي في العراق وعدم استقراره تماما للصالح الايراني، ولو أن جماعة السيد الحسني الصرخي أرادت أن تتعامل بذكاء وعقلانية وبعد نظر لفتحت قنوات التنسيق والتحاور مع شرائح عراقية أوسع لتقوية صفها بوجه خصومها التقليديين، ولكن هذا يقتضي أن تتخلى هذه المرجعية عن التقاليد البائسة المنسوبة للتشيع بشتم ولعن أصحاب رسول الله، والدوران في فلك الخرافات والمبالغات التاريخية، فالاسلام دين حب وإخاء وحضارة وعقل وبناء، وليس دين سب ولعن وانغلاق في أحداث الماضي السحيق.
أهم نقطة اختلاف هي أن الصرخي على ما يبدو لنا هو مرجع عربي يفتخر بعروبته، لا يتسلم أوامره وتعليماته من ولاية الفقيه الفارسي، ويناصب إيران العداء (في 2005 هاجم أنصاره القنصلية الايرانية بالبصرة وأحرقوها).. لذلك فإيران غير راضية عنه على الاطلاق، ومن نتائج حالة عدم الرضا هذه أن بقية المراجع في العراق تعتبره (غير معتمد)، أي لاتعترف بمرجعيته، ليس لأنه لايمتلك العلم الشرعي الكافي أو لم يتجاوز كافة مستويات التقليد المطلوبة، ولكن لأنه لايخضع للاملاءات الفارسية المباشرة، على ما يبدو، لذلك يصفوه بوصف غريب وهو أنه (غير معروف)، رغم أن مؤلفاته الفقهية لاتقل عن مؤلفات غيره من المراجع...!
فمثلا عندما سئل الحائري مفتي التيار الصدري (المقيم في إيران طبعا) بشأن الحسني الصرخي، أفتى بما يلي: (لم يثبت اجتهاده ولاقيمة لدعواه، وطرق إثبات الأعلمية عندنا واضحة وليست مجرد ادعاء، وأمّا مجرّد تأليف الكتب وعدم الردّ عليها فلا يثبت شيئاً ما لم تقيّم من قِبل أهل الخبرة الحقيقيين.)..! يعني الأخ لأن ما دارس بايران الشر صار (مدعي)..؟! ومن نصّب الحائري وغيره وصيا على مراجع الشيعة ؟!
الاختلاف الثاني للصرخي عن غيره هو أنه يعتبر نفسه (المرجع الأصلح) للتقليد، وينتقد بشدة المراجع الأخرى الى درجة اتهامهم بالضلال والتضليل، ويعتبر أن الفرد الشيعي ملزم باتباعه، وهذا ما لاتتفوه به المرجعيات الأخرى وإن كانت تعمل بمقتضاه.. وهو يستشهد على موقفه بقول الصدر الثاني (إن شخص المرجع الشرعي والواقعي دائما هو نائب الامام [الغائب]، ونائب الامام هو المجتهد المطلق العادل الأعلم الخبير بمتطلبات النيابة).. والحسني الصرخي يرى في نفسه (الحسين) الذي يحفظ للأمة دينها وكرامتها وتأريخها..
والاختلاف الثالث للصرخي هو أنه ومنذ خروج قوات الاحتلال الأمريكي يصرح بأن خروجهم أكذوبة وأنهم موجودون في العراق سواء من خلال السفارة العملاقة أو الحراس الأمنيين أو التدخل المباشر بالشأن العراقي (وهو موقف مطابق لموقف هيئة علماء المسلمين)، لذلك فهم يطلقون كل جمعة اعتصاما للتنديد باستمرار الوجود الأمريكي في العراق، مخالفين بذلك كافة المرجعيات الأخرى التي وقفت مع حكومة المالكي وهنئته بخروج الاحتلال..!
إن الموقف الحازم والصريح للحسني الصرخي، وهيئته الشبابية، مكنته من استقطاب أعدادا كبيرة ومتنامية من الشباب الشيعي في العراق، والذي أصبح يرى بأم عينيه كيف تحولت المرجعيات الأخرى الى أدوات رخيصة بيد إيران الشر وبيد أحزاب الحكومة العراقية لتحقق من خلالهم مآربها. في الوقت الذي ابتعد فيه الصرخي (أو أبعد) عن استلام مناصب الدولة ومؤسساتها، لذلك يمكن إصدار حكم عام بنظافتهم ونزاهتهم حتى الآن من التورط في ملفات الفساد سواء المالي أو الأخلاقي.
إن الذين هاجموا مقرات الحسني الصرخي في عدد من أقضية الناصرية (قلعة سكر والرفاعي) وأحرقوها قبل ايام – وهم شيعة من مقلدي مرجعية السيستاني – قد فعلوا ذلك بدعوى اتهام الصرخي ومقلديه بأنهم (متعصبون ومتطرفون)..! ولكن لم يجرؤ أحد على اتهامهم بارتكاب أعمال عنف مخالفة للقانون، وإلا لرفعت بحقهم دعاوى قانونية، ويبدو أن تهمة التطرف الفكري كانت كافية لأن تغمض أجهزة الشرطة عينيها وتقف متفرجة وهي ترى متظاهرون من الشيعة يحرقون مكاتب مرجع شيعي لأن (متصرفلهم) مرجعيته..!
هذه المظاهرات لم تكن عفوية طبعا، والدليل أن أجهزة الحكومة العراقية قامت فور الأحداث بإغلاق مكاتب المرجع الصرخي في عدد من المحافظات، وبضمنها مكتب الصرخي في مدينة الثورة، واعتقال عدد كبير من أنصار الصرخي، هذا بدلا من حماية المقرات بوجه من يعتدون عليها فقط لأنهم يخالفون هذه المجموعة في المعتقد..!
ولكن الموضوع لم ينته الى هذه النهاية، فأتباع الحسني الصرخي لايؤمنون بمقولة (من ضربك على خدك الأيسر فأدر له خدك الأيمن)، إنما ردوا الصاع صاعين، وقاموا بمهاجمة وإحراق عدد من مكاتب السيستاني في الناصرية والبصرة وغيرها، وهم يرسلون بذلك رسالة واضحة أن زمن الخضوع للمرجعيات (المعتمدة) في العراق قد ولى، وأن هناك جيلا جديدا ومرجعية جديدة سوف لن تتبخر وتختفي وفق هوى السيستاني أو غيره. [هاجم أتباع الصرخي 6 منازل لوكلاء السيستاني في كل من الديوانية والناصرية بالقنابل اليدوية، وخرج آخرون في مظاهرات منددة لاستهداف مكاتبه..].
وعلى ما يبدو فإن هذا الصراع المحتدم قد دفع بمجموعة أخرى للظهور للعلن مؤخرا، ألا وهي مجموعة (اليماني) المحضورة والتي برزت خطورتها في 2007، حيث ادعى اليماني أنه أحد نواب المهدي المنتظر، وأنشأ تنظيما يدعى (جند السماء) ادعت الأجهزة الحكومية حينها أنه تمكن من اختراق الأجهزة الأمنية وقتل عدد من الضباط، مما حدى بالمالكي لارتكاب مجزرة (قرية الزركة) في حينها بحقهم والتي ذهب ضحيتها المئات من النساء والأطفال.. هذه الحركة عادت للظهور مرة أخرى الآن ويقال أنها بدأت بتوزيع نشرتها (الصراط المستقيم).
إن تشرذم وصراع أتباع المرجعيات الذي نشهده اليوم هو ظاهرة إيجابية تدل على (ديناميكية) الوضع الشيعي في العراق وعدم استقراره تماما للصالح الايراني، ولو أن جماعة السيد الحسني الصرخي أرادت أن تتعامل بذكاء وعقلانية وبعد نظر لفتحت قنوات التنسيق والتحاور مع شرائح عراقية أوسع لتقوية صفها بوجه خصومها التقليديين، ولكن هذا يقتضي أن تتخلى هذه المرجعية عن التقاليد البائسة المنسوبة للتشيع بشتم ولعن أصحاب رسول الله، والدوران في فلك الخرافات والمبالغات التاريخية، فالاسلام دين حب وإخاء وحضارة وعقل وبناء، وليس دين سب ولعن وانغلاق في أحداث الماضي السحيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق